["]صفات أمير المؤمنين الجسمية
:
مقدمة : منذ أن توفي رسول الله صلى الله عليه وآله صب القرشيون جام حقدهم على
علي عليه السلام وحملوه جريرة قتل الآباء ولأجداد وأخذت قريش تثأر لنفسها من
علي عليه السلام على كافة الصعد فشوهوا سيرة
علي عليه السلام كل تشويه
ورسموا له الصورة التي يريدون لها أن تترسخ في الأذهان حتى جاء من بعدهم فاعتقد أن ذلك حقيقة وصدَّق بها وتناقلتها الناس جيلا بعد جيل ، وألفوها واعتبروها تراثا مفروغا من صحته رغم ما فيه من الدس والتزوير .
وحتى نثبت لكم ذلك سأستعرض معكم أيها الإخوة صفات
علي عليه السلام وسنثبت لكم أن معاوية وأذنابه خلقوا مخلوقا مشوها وقالوا للناس هذا هو
علي بن أبي طالب لدرجة أن الكذبة انطلت حتى على الكثير من شيعته . ولو قلت لكم ما الصورة التي تتخيلونها
لعلي عليه السلام لتصورتموه هكذا :
أصلع ، بطين، قصيرأسمر ، أحمش الساقين ، أي نحيفهما ضخم البطن ، كأنما كسرت عظامه
ثم جبرت ) فأطرافه لم تكن متناسقة ولا مستوية !!!! انطلت هذه الكذبة على السابقين ، وسلم بها المعاصرون واسمع ما يقوله العقاد :
إقتباس:
"" كان رضي الله عنه أميل إلى القصر ، آدم شديد الأدمة ، أصلع ، مبيض الرأس واللحية ثقيل العينين في دعج وسعة ، حسن الوجه واضح البشاشة ، أغيد كأنما عنقه إبريق فضة وكان أبجر ــ أي كبير البطن ضخم عضلة الساق دقيق مستدقها ، ضخم الذراع دقيق مستدقها " |
عبقرية علي ص 8 وتأمل هذا التناقض العجيب منه :
1ــ كيف يكون إنسان شديد السمرة ، لكن عنقه أبريق فضة ؟؟؟؟؟
وماا يصيبك لو رأيت شخصا وجهه أسود ( شديد السمرة ) ورقبته شديدة البياض ، بل لها لمعان من بياضها كأنه ( إبريق فضة )
2ــ كيف يكون الإنسان دقيق الساقين إلى أقصى غاية ( دقيق مستدقها ) وفي نفس الوقت ضخم عضلة الساق ؟؟؟؟؟؟
3ــ ما يقال في الساق يقال في الذراع . وأدق ما في الذراع هو الرسغ ( ما قبل الكف ) وكيف يكون رسغ علي دقيقا وقد قتل بها ذؤبان العرب ؟؟؟
ومن الواضح أن الذراع نالت نصيبها من التشويه لأنها هي التي فعلت بقريش ما فعلت .
4ــ كيف تحمل ساقان دقيقتان بطنا ضخما قالوا عنه في بعض خرافاتهم
(
إذا جلس علي جلس بطنه على فخذيه )
الآن هل عرفت أخي أن هدف القوم أن يبرزوا أمامك مخلوقا مشوها يثير الضحك ثم يقولون لك هذا هو علي عليه السلام ؟؟؟؟
وإذا كان العقاد الذي يلقبونه بكاتب الشرق تنطلي عليه هذه القضايا فما ظنك بمن سواه .!!!!! ولي وقفة مع هذه الأوصاف :ـ 1-البطين : قال ابن الأثير
"
البطين يعني العظيم البطن "
وقد روجو أنه عليه السلام كان كبير البطن
وهذا محض افتراء للأدلة التالية :
أ ــ طعامه :من المعلوم أن العامل الأساس
في البطنة هو الأكل كما ونوعا ولكن من كان طعامه اللبن الحامض ، والملح ، وخبزالشعير غير المنخول
، الخبز اليابس الذي يكسره على ركبته ، كيف يكون هذا البطن لمن لم يبت ليلة مبطانا
"
أأ بيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرى "
كيف يكون مبطانا من يمتنع عن أكل الفالوذج لأنه لايريد أن يعود نفسه ما لم تعتد عليه ؟؟؟
كيف يكو ن مبطانا من كان يعجبه (
صيام الصيف والضرب بالسيف وأكرام الضيف ) ؟؟؟ كما ذكروا ذلك في كتبهم .
ب ــ : كرَّه وفرَّه وقفزاته :
]من المعلوم عند العدو الصديق أن عليا عليه السلام قد دوخ الخصوم بضرباته البكر ، ولم يطلب منه أحد البارزة إلا قتله ، ولم يطلب عليه السلام من أحد أن يبارزه فبارزه ، لعلمهم السبق بالنتيجة . ومن أهم مميزات فروسية أمير المؤمنين سرعة ضرباته وخفة كراته والآن دعوا المؤرخين يروون لنا موقفا من هذه المواقف المشهورة وهو مبارزته مرحب فبعد أن رجع الأصحاب يجبن بعضهم بعضا قال النبي صلى الله عليه وآله
" لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله "
وفعلا أخذها المولى المعظم وكان من عادته أنه إذا خرج لمبارزة أحد يهرول إليه عليه السلام
قالوا :
كان مرحب ضخما بيده حربة ذات ثلاث رؤوس ، وكل جسده الفارع الشاهق في الزرد ، والحديد يغطي رأسه وساقيه
، وليس في كل بدنه ثغرة ينفذ منها سيف .
وتقدم إليه الإمام بقامته المعتدلة بلا درع وفي يده السيف وحده فتوقع الناس أن يصاب علي بسوء ، ولكن ماذا فعل علي عليه السلام ؟؟؟
أغضب مرحباوتركه يتقدم هاجما بآلة حربه حتى إذا أوشك سن الحربة أن يمس صدره تراجع فجأة إلى الوراء ثم قفز في الهواء متفاديا حربة مرحب ثم اقتحم وأهوى بكل قوته على رأس مرحب بالسيف فكان حتفه .
لاحظ مايلي :
1ــ رجوعه السريع للخلف
2ــ قفزته العالية في الهواء أثناء رجوعه الخلفي .بحيث تفادى حربة اللعين .
سألتكم بالله هل يستطيع من له أدنى( كرش أن يفعل ذلك ) ؟؟
جرب أنت أن تركض للخلف واقفز وقل لي النتيجة .
والحقيقة أن المقصود من وصفه عليه السلام بالبطين :
إقتباس:البحار 9 / 12
والمقصود من كونه عليه السلام ( أنزع ):
أي منزوع منه الشرك والفاق لأنه لم يسجد لصنم قط .
لذلك قال الجواهري في وصف الحسين عليه السلام :
فيابن البطين بلا بطنة = ويابن الفتى الحاسر الأنزع
أما الذي كان بطينا عظيم الكرش فهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه :
" لا أشبع الله بطنه "
صحيح مسلم كتاب البر والصلة حديث رقم 96
فكان يأكل في اليوم الواحد سبع مرات فيقول :
لاأشبع ولكن أعيا .
البداية والنهاية 6 / 189
ج ــ شهادة المعاصرين لعلي عليه السلام:
عدي بن حاتم :كان علي عليه السلام
" خميص الضلوع ، طويل الركوع "
في الزيارة الواردة عن المعصومين عليهم السلام
" وأشهد أنك كنت ضعيفا في بدنك ، قويا في دينك " ......
حلقتنا القادمة إن شاء الله مع الصفة الثانية وهي :
الصلع